اقترب رمضان .. ياتلحق يا .. ماتلحق !!

اقترب رمضان واقترب ” الجنون الموسمي ” !!

نعم إنه لجنون فالجميع يخرج بحلول رمضان ويتأهب لا للعبادة بل لتخزين المواد الغذائية وكأنهم لايأكلون ولايتذوقون إلا في رمضان !

فالنساء يبدأن بفرزنة أكبر قدر ممكن من المعجنات والمأكولات المميزه والرجل يبتاع المواد الغذائيه بعد 1000شتيمه بينه وبين زوجته واستلاف مبلغ وقدره من صديق أو قريب ، ركض بلا انقطاع في كل شيء وكأن رمضان شهر مجاعة أو استنفار !!

بالأمس ذهبت للسوق اعتقادا مني أنني ذكيه وسأشتري حاجيات العيد من الآن تفاديا لصراع رمضان وضياع ليلة القدر بين المحلات والأسواق المدفونه بالبشر لكن كما يقال ” كان غيرك أشطر ” الزحمه موجوده والمعركه قائمه خصوصا مع موسم التخفيضات فممرات المركز التجاري حمراء من كثرة اللافتات الإعلانيه والتخفيض وصل لـ 75% وبما أنني أقرأ عن طاقة الألوان وأثرها فأعرف أن اللون الأحمر يزيد حركة الدوره الدموية وبالتالي تزداد الحيويه وماشاءلله نساءنا مايحتاجون ” أحمر ” و لم يتأخرن في الركض والقفز والعراك الحامي ، فالكل يريد بضاعة جيده بأرخص الأسعار ليس أقتصادا .. لالا .. إنما ليتسنى لهن شراء أكبر عدد ممكن من القطع !! ( طمع 🙂 )

وما أنا إلا واحدة منهن فقدمي – أعزكم الله _ لا تقوى على حملي ولم أستطع المشي عليها هذا الصباح لكثرة المشي والهروله يوم أمس مابين غرف القياس أو غرف الإنعاش لافرق 🙂 ومابين المحلات، المشكله أن البضائع ليست بالمستوى المطلوب بل أكاد أجزم ” أنها ضحكه محبوكه على العقول ” لم تكن سوى خرق قديمه استغل التجار موسم ” الجنون” للتخلص منها وتفريغ مستودعاتهم المكدسه .. أتعلمون أغلب الماركات تصنع بضائعها في دول معروفه برخص أيديها العامله أمثال بنجلادش والصين لا تكلفهم القطع إلا بضع الريالات ثم نأتي بـ ” جنون ” ونشتريها بالمئات وأحيانا بـ الألوف !!

لا يقف الجنون هنا فقط بل يصل للأقمار الصناعية التي تكاد تهوي على رؤسنا لكثرة البرامج والمسلسلات ” الطازجه ”  ولاأعلم سر خلطة إعلامنا الرمضانيه المتناقضة التي تجد في رمضان موسم حافل بالجنون تستغل به عقولنا التي اعتادت ألا تعمل إلا بعد أن تشبع البطون ، بمجرد إعلان هلال رمضان ترتدي حلتها الرمضانيه وتقاطع الأغاني والمطربين وقد كانت قبل دقائق تروج أغنية المطرب الفلاني ثم تتمايع لك مذيعه تعلن عرض مسلسل كويتي .. سعودي .. مصري وربما هذه السنه نضيف ” تركي ” مليء بالموسيقى والكلمات العقيم !!

للأسف لدينا  فكرة أن الله موجود أحيانا وأحيانا لا أو فكرة أن الله موجود لكن باختلاف  !!

هنا الذنب معظم وهناك الذنب مخفف !!

كيف  ؟

لا أنسى منظر فتيات خليجيات رمقتهن بازدراء رغم صغر سني خلال سفره قديمه لمصر فبمجرد أن حطت الطائرة على أرض مطار مصر حتى نزعن العباءه وصففن الشعر والوضع ” عااادي” وطبعا المنظر يتكرر لكل من يسافر خارج البلد بل انا متأكده أن الوضع أصبح أكثر حريه الآن وقد تنتزع العباءه عند باب الطائره قبل الإقلاع !!

 هل ارتداء العباءة في السعوديه او غيرها معناه أن الله موجود هناك ويتلاشى وجوده هنا !!

أم أنها مجرد رمز مثله مثل ” الشماغ ” و ” الثوب ” الذي يستبدل بـ ” التيشرت” و” البنطلون” ؟!

تناقض وبنفس الوقت إعتراف بالذنب وكأن الله يختفي طيلة العام ثم يظهر مع هلال رمضان ومع أن الأغاني تتوقف خلال هذا الشهر الكريم لكن ذلك لايمنع المسلسلات والأفلام والبرامج المطرده وكأن الأغاني “حرام ” وأغاني المسلسلات ” حلال ” ووجه المطربه ” حرام ” أما وجه المذيعه التي توزع ضحاتها على المتصلين مباشرة قرب الإفطار ” حلال ” وقس على ذلك كل مايعرض !! 

البرامج الدينيه يُختار لها أوقات الركود بينما تستغل أوقات الذروه في سرد البرامج الباهتة الفارغة من أي قيمه يقف الشيخ ليتكلم مع نفسه  بينما الكل منشغل بإعداد المائده وترتيبها أو نائمين حتى أذان المغرب هروبا من شعور الجوع والتعب !

لو جربت وأمسكت جهاز الريموت ” التحكم عن بعد ” فترة الظهريه .. العصريه برمضان ( احتار واختار ) ألوان المسلسلات المتعوب عليها !!

طالما أنها حريصه ومقاطعه الأغاني وعازمه أن تكون رمضانيه لما لاتتسغل هذه الفتره من النهار ببرامج مفيده ؟!

هذا من ناحيه ومن ناحية ثانيه كأن العمل الصالح والتقرب لله محصور في الساعات الأخيره من النهار أليس رمضان كله بركه وخير ودعاء ؟!!

لكن بمجرد أن نشبع أو بالأحرى نشعر بـ ” التخمه ” تنفجر الكوميديا الساخره وأكثرها إن لم يكن كلها أصفه بالسخف والغباء بما في ذلك حلقات ” الكاميرا الخفيه ” وثقالة الدم المخزيه وأحيانا الغير إنسانيه !! 

قنواتنا نحتفل معنا بانتهاء نهار الصوم وتشجعنا على الإستمتاع بما تبقى من اليوم وانتهاز تلك الساعات بالضحك والتندر بعد أن استعدنا فيها عقولنا النائمه أغلب النهار وعلى مايبدو أن فكرنا حُمِّر بزيت السمبوسه أو ساح كالشوربه وربما نضحك على النملة وهي تحمل فتات بواقي سفرة الإفطار الممتده متثاقلين عن صلاة المغرب والتراويح !!

قنواتنا حريصة جدا أن لايفوتك شيء من برامجها فتعرف أن الجميع ينام نهار رمضان ويسهر ليله فتعاد كل برامج الصباح وحلقات المسلسلات لخاطر عيون ” المشاهد الصائم ” ( حرصاً على إرضاء الصاحي والنايم ) !!

ناهيك عن عروض القنوات المشفره الرمضانيه والخيام الرمضانيه الدخيله !!!

وإن كلمت شخص نهار رمضان رد من غير نفس وبضجر ” اللهم اني صائم ” واجلس معه بعد الإفطار بعد أن انتعش و ارتوى بعصير ” الفيمتو ” يبدأ الهمز واللمز والغيبه والنميميه!!

باعتقادي إن ابقينا وضعنا على مانحن عليه سنفقد رمضان بالكليه وسيأتي يوم وننسى رمضان الحقيقي ، فهل نتذاكى على الله ؟!!

أم أننا نخافه ولانستطيع أن نخرج من زمرة رغباتنا وأهوائنا فختلقنا معصية أبشع علق على رأسها فانوس رمضاني ؟!

لاأدعي الـ ” المطوعه والإلتزام وأسأل الله الهدايه ” لن أقول كفوا هذا كله

 لكنني مللت التناقض المضحك ولا سيما حين يكون تناقض مع الله ولنعرف أن الله موجود دائما في كل مكان وزمان

المؤلم حين امرر شريط رمضان بمخيلتي أستحي من الله حين أتخيل أنه يرى وضعنا طيلة الشهر ثم نختم ذلك كله بليلة العيد التي قد تكون ليلة القدر

وتعود بهلال العيد المهازل والأغاني المقززه وتختفي البرامج الدينيه المنوعه وكل مايربطنا بديننا الذي اقتصر على رمضان وياليتنا قصرناه بطريقة تليق به !! 

الأوسمة:

18 تعليق to “اقترب رمضان .. ياتلحق يا .. ماتلحق !!”

  1. تلف Says:

    ” وكأن الله يختفي طيلة العام ثم يظهر مع هلال رمضان ”

    هذا شاهد الموضوع

    جميل جداً ما قرأت هنا

    دام قلمك يافرح

    🙂

  2. The Lullaby Says:

    ..

    قلمك جميل , وراقي جداً ..

    منذ سنين لم أذهب للعيد ولم أشتر ملابس له , اكتفيت بـ سلام العصر وخلصنا :$ ..

    وصدقت بـ آخر رمضان ..وبليلة القدر والذنوب بعدها ..

    أعاده الله , وغفر لنا ..

  3. farah Says:

    أهلا ومرحبا يزيد ” تلف ”

    نورت بإطلالتك المنتظره .. سيدي الأجمل هو تواجدك الدائم

    لاحرمني الله فكرك النيّر ..

    ———–

    أهلا The Lullaby

    أنرت الصفحه بتواجدك .. فكره جيده ربما ستكون ضمن مخططاتي لهذا العيد 🙂

    بالنسبه لي فقدت طعم العيد منذ سنين وأبحث بجهد عن طعمه لكن لم أجده وهذا أحد أسباب برود همتي في الشراء !

    شكرا جزيلا لهذا التواجد النقي

  4. ظمأ القلب Says:

    حقاً يا فرح

    رمضان كما يقول الجميع غيييير ..

    لا أغاني ولكن المسلسلات عااادي

    أصبحنا كالرافضة الذين يقدسون شهر رمضان وكأن الله موجود
    به فقط !

    اللهم إهدنا يا رب وبلغنا رمضان ..

    بوركتِ عزيزتي ..

  5. الواثقة بربها Says:

    رائعة يا فرح

    اللهم بلغنا رمضان ونحن بأحسن حال

    شهر الرحمة والغفران اللهم أعنا على قيامه وصيامه

    أما لملابس العيد أنا اشتريتها من شهر 4 وجهزت وخلصت

  6. رولا Says:

    ابدعتي يا فرح ..
    تجعلين الواقع المؤلم مضحكا !!
    فعلا غاليتي ..
    ليس فقط انهم “يجدون” الله في بعض الأماكن والأوقات دون غيرها فقط ..
    بل وأنهم احيانا يفعلون بعض العبادات كأنها عادة او تقليد .. وليس لوجه الله ..
    وهذا ما يجعل التخلي عنها سهلا !!
    التناقض يا فرح ..
    فظيع في مجتمعاتنا ..
    ويبدأ من داخل الاشخاص لينطلق خارجهم ويصبح طابعا عاما للمجتمع ..

    كان الصحابة يمضون ستة أشهر قبل رمضان يعدون له وينتظرونه ويهيئون انفسهم لأداء المزيد من الطاعات ..
    والستة اشهر التي تليه حزنا على فراقه واشتياقا لعودته ..

    اما نحن ..
    نحزن على المسلسل ونشتاق لمسلسل رمضان القادم ..
    نعد للأكل والشرب .. والمزيد من الشراء والتبذير ..
    ولا نحزن سوى على ما فاتنا من خصومات ومشتريات !!

    رغم ان الأكثر تناقضا في الموضوع ان رمضان موجود لنحس بالفقراء ..
    وليس لنتمتع !!

    نحتاج نفحات رحمانية تغمر ضياعنا يا فرح ..

    كم اثرثر هنا .. ^_^
    قلمك هو السبب =)

    دمت ودام قلمك غاليتي .. بكل ود ..

    تحية عطرة ..

  7. gsoon Says:

    قلم مبدع ..
    الله يديم إبداعه له.. 🙂

    ويا رب يرزقنا صيام رمضان وقيامه ..
    ونحن ..بأتم عافية وصحة ..

  8. The Lullaby Says:

    ..

    رولا .. ثرثري دائماً ..

    فرح ,

    يدك ع يدي .. أهم شي نصلي العيد وبس :$ ..

    كلما تألقوا فتيات عائلتي بالشراء والبحث كلما توانيت عن حضور أعيادهم .

  9. farah Says:

    أختي الغاليه الحبيبه ” ظمأ القلب ”

    الله يصلح حالنا ويجل رمضان هذه السنه غير بالعبادات والطاعه

    أشكر تواصلك المشرف والغالي ياظمأ لاتتأخري وكوني بالقرب.

    ————

    أختي المتألقه ” الواثقه بربها ”

    أحسنتِ صنعا .. هكذا يكون الإعداد والإخلاص لأجل رمضان

    بهذه الطريقه ستكسبين عدة فرص لصالحك بورك فكرك ومرورك

    لك ودي

    ———–

    رولا الغاليه .. الحبيبه .. الوفيّه

    ثرثري ولا تصمتي فـ لثرثرتك عبق يحييني وينتشلني من براثن الكسل والتقاعس ..

    ماأجمل نثرك وحرفك يارولا .. لاتتأخري وكوني هنا دائما وسأنتظرك

    ————-

    غصون يالغاليه

    الإبداع ابداعك وقراءتك الفذه ..شكرا لك

    ———-

    الفاضله : The Lullaby

    صدقتِ فشعورك لدي أيضا مما أفقد العيد بهجته وطعمه المعتاد
    شكرا جزيلا لك

  10. هل إحنا قد حملة ” مقاطعة التلفزيون” وهل سننفذها بصدق ؟! « أُمنياتٌ مُبعثره Says:

    […] ” وإن كانت تؤكد بطريقه أو بأخرى ماجاء في تدوينة ” اقترب رمضان ياتلحق .. يا ما تلحق ” اللي تكلمت فيها عن العبادات والطقوس الرمضانية […]

  11. الديمة Says:

    هنا تنفس (قلبي)
    شكرا لكل حرف يا فرح..

  12. farah Says:

    أهلا بقلبكِ ” الديمه ”
    أتمنى أن أجد أنفاسه ونبضاته دائما هنا وباستمرار
    فتواجدك أسعدني عزيزتي

  13. تركي الشريف Says:

    لاشك أنه انحراف عن الهدف الصحيح بمنزلقات الطريق..
    بلغنا الله واياك رمضان..

  14. salwa Says:

    بارك الله فيكى .ان العيد فقد معناه من زمان ولم يعد احد يحس بمتعته الحقيقية فلا نفعل فيه شيئ غير صلاة العيد والنوم و زيارة الاقارب بالعافية .و عن حملة مقاطعة التلفزيون اعتقد انها تحتاج ايمان كبير ليس عند معظم الناس 0 سلوى

  15. حيبي يا رسول الله Says:

    يارب نشوف كتير من ده وجزاك الله خيراً

  16. حازم عفانة Says:

    يسلموا كتير ,, يعطيك الف عافية
    قلمك رائع

    ارق تحية

  17. Maha Says:

    يسلمو اياديكي على الموضوع .. والله صادقة في كل كلمة كتبتيها ..

    اسلوبك راااااااااائع جدا .. ماقدرت اروح قبل ما اكتب تعليق ..

    بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك …

  18. المتدينة Says:

    الصراحة الناس تسافلوا زيادة عن اللزوم كيف بكرة تكون وجوهم قدام ربنا

أضف تعليق